المذيع: لكن لم يستخدم يا دكتور؟
الشيخ: فليكن.. فالحل العسكري إن لم يستخدم فانظر إلى الموضوع من جانبه الآخر، المفاعل النووي بما أنه مصدر قوة لإسرائيل لكي تضرب أعداءها، ولكي تفعل أو تدمر، وهي لم تستطع بقذيفة نووية أن تقتل استشهادياً في حافلة أو في سوق فأصبح محايداً، وأصبح أزمة وجود المفاعل؛ لأن أي عملية استشهادية قد تحدث، أو أي ضربة صاروخية له قد تقلب الأوضاع رأساً على عقب؛ لأن كل شيء يجب أن نعلم أن له وعليه.
فلنتجاوز الموضوع العسكري على أية حال ولنفرض أن البلاء حاصل ((وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ))[آل عمران:140] ليس هناك مشكلة في الجانب العسكري.
قوة إسرائيل الاقتصادية: فإسرائيل قبل الانتفاضة كانت من أرقى الدول في التقنية العالية، وكان دخل الفرد في إسرائيل يقارب (24 : 21) ألف دولار فهي من أغنى الدول في العالم، الانتفاضة ضربت الاقتصاد الإسرائيلي في الصميم، المليون مهاجر الذين أشرت إليهم قبل قليل أكثرهم من هذه النخبة، المصانع تعطلت، العمالة الفلسطينية التي كانت تعمل توقفت، أيضاً حتى التجارة وهذا أحد العوامل.
حدثت عوامل أخرى أيضاً: مثلاً: الأموال، حجم الاستثمارات في بورصة تل أبيب وقد قرأته من مصادر، أي: بلغ الانخفاض (97%)، هناك مثلاً حقائق معينة، الاستثمار الخارجي تناقص في إسرائيل فما بين (2000م : 2001م) (60%) ثم نقص في عام (2002م) عن عام (2001م) (55%) وهو خطير جداً، والشيكل قيمته تتهاوى.
مجتمع غير آمن يسيطر عليه الرعب والذعر، بل حتى على كلابه.. حتى على حيواناته، مجتمع فيه من يتعاهدون ويتعاقبون على ألا نخرج من البيت أبداً، كيف يمكن أن يكون الوضع الاقتصادي مع هذا الشكل؟ الرحلات الجوية انخفضت بشكل كبير جداً، النقل البحري انخفض وارتفعت التأمينات بشكل هائل جداً، ليس هناك أحد مغامر يأتي إلى إسرائيل لكي يقتل نفسه، فالبلد يعيش رعباً.
المحكمة الأرجنتينية حكمت لرجل يهودي هاجر إلى هناك ومعه ابنه بأن الابن من حقه وليس من حق الأم التي تعيش في داخل الدولة .. لماذا؟ لأنه بلد غير آمن، حكم قضائي يحكم بأن البلد غير آمن.
فكيف يكون الاقتصاد ناجحاً في بلد غير آمن؟!
نأتي إلى القضية الثالثة على عجل: دولة المؤسسات.